الجمعة، 23 سبتمبر 2016

السلطان عبد الحميد الثاني


"الخليفة الذي ! ضحى بالمُلك! من أجل فلسطين"
السلطان عبد الحميد الثاني
أنصح السيد "هرتسل" أن لا يفكر مرة أخرى في هذا الموضوع ، ففلسطين ليست ملكا لي لكي ستطيع أن أبيع شبرًا وأحدا من أرضها، فلسطين ملك للمسلمين كلهم ، ولقد جاهد أجدادي العثمانيون لمئات السنين من أجل هذه الأرض ، وروت امتي ترابها بدماء المسلمين ، ونصيحتي لليهود أن يحتفظوا بملايينهم ، فإذا نجزأت دولة الخلافة يومًا ما فإنكم قد تاخذونها بلا ثمن، أمَّا وأنا حي، فواللّه انَّ عمل السكين في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين وقد بُترت من ديار الإسلام . 
خادم المسلمين
 عبد الحميد الثاني



هنالـشي ! عجينب لاحظته من خلال دراسة - أحسب أنها مستفيضة - لتاربخ دول الإسلام ، شي مد قد يظنه كثير من المؤرخين ضربًا من ضروب الجنون ! فعلى عكس ما يعتقده الناس ، لاحظت أنه في نهاية كل دولة اسلامية ، يبرز إلى الساحة قائا عظيم يكون من أواخر زعماء تلك الدولة المنهارة ! هذا القائد يبلغ من العظمة ما يؤهله لكي يحتل المركز الثاني أو الثالث في سلم العظمة لتلك الدولة !

فلقد ظهر )عبد الرحمن الداخل( في نهاية الخلافة الأموية ، وظهر في نهاية الخلافة العباسية خليفة عباسي لا يعرفه الكثيرون اسمه )المستنصر باللّه العباسي (، هذا الخليفة شبهه المؤرخون بالصحابة من شدة عدله وعلمه ، وكهان السلطان البطل )نجم الدين أيوب ( اَخر سلطان للأيوبيين وئانيهم في العظمة بعد )صلاح الدين الأيوبي (، وظهر قبل سقوط الأندلس مباشرة
 (أبو يوسف يعقوب المنصور الماريني)

والذي حقق اننصارات عظيمة للمسلمين هناك بعد أن غابت عنهم لعشرات السنين ، وكان اَخر سلاطين المماليك )قلنصوة الغوري ( هو الذي أنقذ "مكة دا و"المدينة " من الاحتلال الصليبي الشيعي المشترك )تابع المهمة بعده السلطان العثماني سليم الأول (، بل إن الغوري أبحر بسفنه إلى "الهنددا لمحاربة فلول الصليبيين البرتغاليين ! أما في دولة الخلافة العثمانية ، فقد ظهر في نهايتها بطل إسلامي عظيم ، يقارب في عظمته عظمة أجداده العثمانيين من أمثال )الفاتح ( و)القانوني (، هذا البطل الإسلامي العظيم اسمه الخليفة )عبد الحميد بن عبد المجيد(، وهو نفسه الذي تخلده كتب التاريخ الإسلامي بحروفٍ من ذهب تحت اسم )السلطان عبد الحميد الثاني)

وقبل أن نسبح في بحر عظمة هذا الخليفة الإسلامي ، أرى أن نفسر هذه الظاهرة الغريبية التي ذكرناها للتو، فلماذا يظهر العظماء في نهاية كل دولة ؟ ولماذا لم تحل عظمة أولئك العظماء دون سقوط دولهم التي سقطت بعدهم مباشرة ؟

الحقيقة أنني لم أجد تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة العجيبة )والتي تظهر في تاريخ دول المسلمين فقط إ(، إلا أنني أفترض عدة افتراضات منهجية قد يكون إحداها أو جميعها يمثل حلًا لهذا اللغز العجيب:

)1 )اما أن تكون فترة حكم ذل!ك القائد قصيرة بشكل لا يكفي لإحداث تلك الإصلاحات .

)2 )وإما أن يكون ذلك القائد العظيم قد ظهر في زمانٍ لا تنفع في الإصلاحات أضلأ بسبب تركة الهزائم والديون والفوضى التي أورثها إياه سبقوه من قادة ضعاف .

)3 )وإما أنه يكون ضحية للمؤامرة !

وباستثناء قصر فترة الحكم ، فإن جميع ما سبق ينطبق على الخليفة عبد الحميد الثاني ، فلقد تسلم الخليفة العثماني مقاليد الخلافة في "إسطانبول " بعدد سلسلة من السلاطين الذي أضعفوا الدولة العثمانية بترفهم وتبذيرهم ، فعمل الخليفة عبد الحميد على إصلاح دولة الخلافة ، وفعلًا كاد اْن ينجح في ذلك، لولا حدوث الموامرة التي أسميها شخصيًا ب"المؤامرة الكبرى "، هذه المؤامرة لم تبدأ مع حكم عبد الحمب- الثاني، بل بَدأت قديفا جدًا، كانت بدايتها بالتحديد مع الأخوين )برباروسا(! هل ما زلنا نذكر هذين الأخوين؟

قبل أن أفصل اكثر أحب أن أفسر سبب اقتصار ظهور القادة العظماء في زمن انهيارات الدول الإسلامية بالذات ، والحقيقة أن السبب يكمن في أمرٍ وحيدٍ يميز المسلمين بشكلٍ عامٍ - قادة وشعوبًا - أل! وهو:

أن عظمة الإسلام لا تظهر إلى في وقت الشدة!

وكنّا قد ذكرنا أن الأخوين باربروسا )عروج وخير الدين ( رحمهما اللّه ، كانا/ قد أنقذا المسلمين الأوروبيين في الأندلس من محاكم التفتيس ، فقاما بتنفيذ أمر الخلفاء العثمانيين - جزاهم اللّه كل خير - بنقل عشرات الاَلاف من المسلمين إلى الجزائر وشمال أفريقيا على متن سفن الأسطول العثماني ، والحقيقة أن الإسبان المسيحيين لم يقتلوا المسلمين فحسب ، بل قتلوا كل من هو ليس كاثوليكي حتى ولو كان مسيحيًّا بروتستانتيًا! فكان اليهود أيضًا ضحية لإرهاب الإسبان الكاثوليك على الرغم من كل الخدمات التي قدمها اليهود للإسبان ضد مسلمي الأندلس !

حينها لم يجد اليهود غيرالمسلمين لإنقاذهم من إرهاب المسيحييين المتطرفين في إسبانيا ! فقام الأخوان بارباروسا بحملهم على سفن الخلافة العثمانية إلى ديار المسلمين ، ليلقن الإسلامَ البشرَ درسًا كبيرًا في معنى الإنسانية والتسامح الديني ، ليس ذلك فحسب ، فلقد قامت الخلافة الإسلامية العثمانية باستقبال العائلات اليهودية الهاربة من روسيا وفرنسا وإنجلترا بعد أن طردوا اليهود من بلدانهم مدّعين أن أحدًا لا يستطيع العيس مع اليهود لغدرهم وخياناتهم - على حسب ادعاءاتهم !

 والحقيقة أن المسلمين بصفة عامة تعلموا من محمد رسول الرحمة عدم الحكم المسبق على البشر، فلقد عاش الرسول مع اليهود بسلام في المدينة المنورة ، ولم يحاربهم إلا بعد خياناتهم المتكررة )قام بنو قريظة بفتح بوابات المدينة للأحزاب ليتمكنوا من قتل المسلمين المدنيين إ(، فقد حرَّم الإسلام قتل اليهودي لكونه يهوديًا أو قتل المسيحي من أجل دينه ، ولقد تجسد هذا الدرس المحمدي بشكل لم تعرفه البشرية من قبل )ولا من بعد( في قرطبة الأندلسية حين كان اليهود والنصارى يعيشون في كنف الدولة الإسلامية!

المهم أن المسلمين العثمانيين قاموا باستضافة اليهود المضطهدين من أوروبا، فاكرموهم كرمًا بالغًا، وأعطوهم بعض الإقطاعيات في مدينة دز سالونيك " اليونانية )وكانت نابعة للخلافة العثمانية (، ليعيس اليهود في كنف دولة الإسلام في غاية الأمن والاستقرار )قام رئيس الوزراء التركي أردوغان بتذكير شمعون بيريس بما صنعه أجداده العثمانيون لليهود وذلك عقب حرب غزة 9002 م إ(،

  إلا أن بعض اليهود أراد أن يرد الجميل للعثمانيين ، فعملوا على تدمير دولتهم ! ! ! فادّعوا اعتناقهم للإسلام )تقية إ ( لأخذ مناصب عليا في الدولة ، فسُموا ب "يهود الدَوْنمَة "، وهي كلمة تعني بالتركية العثمانية "اليهود الذين ارتدوأ عن اليهودية ". ليصلوا إلى بعض المناصب الرفيعة في الدولة ، وعندها تعاونوا في السر مع إنجلترا وفرنسا والحركة الصهيونية لإسقاط الخلافة العثمانية إلى الأبد، إلا أن مشروعهم تعطل عند ظهور خليفة قوي أسمه السلطان عبد الحميد الثاني ، فلقد أرسل زعيم الحركة الصهيونية )ثيودور هرتسل ( رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه رشوة تبلغ 015 مليون جنيه إسترليني ، على أن يعمل السلطان على تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين ،

 ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًا. فرفض سليل صقور ال عثمان ذلك العرض المغري الذي كان ب!مكانه حل مشاكل الدولة المالية ، عندها قرر اليهود إزالة هذا الخليفة الإسلامي من على خارطة القرار! فقام يهود الدونمة بإنشاء جمعية تسمى "جمعية تركيا الفتاة " تدعو الأترالـفن خلالها إلى الأفكار العلمانية والقومية ، ومناهضة كل ما هو إسلامي ، ليلتحق بهذه الجمعية عدد كبير من أفراد الجيس مُكوّنين ما عُرف بحزب "الاتحاد والترقي "، وهو الجناح العسكري لجمعية تركيا الفتاة ، بعدها قام حزب الاتحاد والترقي بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني سنة 9091 م بعد أن سلمه ثلاثة جنرالاتٍ قرار العزل )اثنان منهم يهود !(، ليقوم هولاء الإنقلابيون بنفي بطلنا إلى مدينة "سلانيك " )وهي نفس المدينة التي استضاف بها الخلفاء العثمانيون اليهود المضطهدين من أوروبا ! ! ! ( حيث بقي هنالـمنفيًا إلى توفي رحمه الثه في 01 فبراير 1891 م . ولكن الخليفة الإسلامي استطاع أن يسرب من منفاه سرً أ خطيرًا للغاية! 

ويسرني ونحن في نهاية هذا الكتاب أن أعلن عن مفاجأة للقارئ الكرام : فلقد حصلت )بطريقةٍ ما !( على صورة لوثيقةٍ سريةٍ للغاية بخط يد السلطان عبد الحميد الثاني شخصيًا، تتضمن رسالة كان قد سرَّبها السلطان سرًا من منفاه بعد خلعه إلى أحد الشيوخ الأتراك ، يشرح له من خلالها سرَ خلعه،
ويبين فيها دور اليهود الأساسي في خلعه من كرسي الخلافة بعد رفضه بيع فلسطين لليهود، وفيما يلي ترجمة بالعربية لبعض ما جاء في هذه الرسالة السرية المكتوبة باللغة العثمانية )كانت بالأبجدية العربية ( والتي استطاع أحد الخدم الفخلصين للخليفة إيصالها خفية للشيخ التركي المسلم:



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد له رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول ر ب العالمين وعلى اله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين ا أرفع عريضتي هذه إلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات ، وأقبل يديه المباركتين راجيًا فىعواته الصالحة . بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية ، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين . سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على الأوراد ليلا ونهارا، وأعرض أنني مازلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة ا بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:
إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني - بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم )جون تورك ( وتهديدهم - اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة . إن هؤلاء الاتحاديين قد أضروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة )فلسطين(، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف ، وأخيرَا وعدوا بتقديم 015 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهئا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآقب إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا - فضلا عن 015 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبَا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي ،
لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسوِّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين ، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا. وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي ، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى )سلانيك ( فقبلت جمهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بان ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم لإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين . . . وقد كان بعد ذلك ما كان ، ولذا فإنني كرر الحمد والثناء على الله المتعال ، وأعتقد أن ما عرضته كافي في هذا الموضوع الهام
 وبه أختم رسالتي هذه . وألثم يديكم المباركتين ، وأرجو واسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاءا يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية ، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما، ونحيط جماعتكم بذلك علما أيضا ا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
في 22 أيلول 932 أ هـ خادم المسلمين : عبد الحميد
رحمك اللّه أيها الخليفة البطل ، وجزاك اللّه كل خير من شابِ فلسطيني ضاعت بلاده بلا ثمن بعد انهيار دولتك وكما توقعت أنت بالضبط يا سليل العثمانيين الأبطال ، فجزاكم الثه كل خير يا آل عثمان لما قدمتموه للإسلام ، وقد كنت أقرأ في مدارسنا أنكم المحتلون الأترالـالذين احمّللتم بلادنا، وأنكم سبب تخلف هذه الأمة ، فبعد أن كبرت وقرأت كتبًا غير تلك الكتب الدراسية المتعفنة ، علمت أن فضلكم كبير كبير، فلقد أنقذتم قبر الرسول من النبس، ونشرتم الإسلا! في أوروبا، وفتحتم مدينة هرقل ، وأنقذتم المسلمين في الأندلس ، وأنقذتم الإسلام من خطر كلاب الصفويين ، فجزاكم اللّه كل خير يا صقور الاْناضول الجارحة! 

وبعد التخلص من السلطان عبد الحميد الثاني رحمه اللّه ، ظهرت بعد ذلك شخصية من أسوأ الشخصيات التي حاربت الأسلام، هي شخصية أحد يهود الدونمة المدعو )كمال أناتورلـ(، فقد كان هذا الرجل كارهًا للإسلام تمامًا، ومواليًا للصهاينة بشكل كاملٍ ، فقد ألغى الخلافة العثمانية تمامًا، وأتبع ذلك بعدة قوانين منعت كل مظهرً إسلامي في تركيا، كإلغاء الحروف العربية من اللغة التركية ، واستخدام اللاتينية عِوضًا عنها، وإلغاء منصب شيخ الإسلام ، ومنع الأذان للصلاة باللغة العربية ، ومنع الحجاب ، وتحويل العطلة من الجمعة إلى السبت والأحد. فظن الجميع أن الإسلام قد انتهى وإلى الأبد في تركيا، حتى حدث بعد ذلك بنصف قرن شيءٌ لا يصَّدقّ ! بطريقة لا تُعقل! بتدبيرٍ لا يمكن إلا أن يكون من اللّه الحكيم!
الخميس، 22 سبتمبر 2016

العثمانيون الجدد


العثمانيون الجدد

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

"إنهم يقولون عنّا إننا العثمانيون الجدد، نعم . . . . . . نحن العثمانيون الجدد!"
وزير الخارجية التركي السابق : أحمد داود أوقلو



العثمانيون الجدد


والثه إن قصة الإسلام لهي أعجب من العجب ، ولولا أننا نرى فصولها تتكرر أمام أعيننا، لقلنا أنها حكاية من نسج الخيال ! فمن الذي ربّى موسى سوى فرعون نفسه ؟ ومن الذي جعل الأوس والخزرج يسلمون سوى يهود ينرب ؟ ومن الذي سمّى قطز غير التتار؟ ومن الذي صنع ديدات غير المنصِّرين أنفسهم؟ إن اللّه سبحانه وتعالى لهو قادر على أن ينتصر لأوليائه بدون استخدام أعدائه وأعدا!م ، ولكن اللّه أراد زيادة إذلال أولئك الطغاة ، فجعل دمارهم على أيديهم، ليكونوا عبرة لكل من يخطر على باله محاربة اللّه والمسلمين ، وقصة العثمانيين تعتبر اكبر مثالٍ على هذا النوع الرباني من التأديب والعقاب ، فالذي لا يعرفه أغلبنا أن الأنراك لم يكونوا سوى قبائل متفرقة في شعاب اسيا الوسطى ، وبالرغم من كونها قبائلًا مسلمة )أسلمت على يد الخليفة يزيد بن معاوية جزاه اللّه كل خير(، إلا أنها لم تكن تمثل أ ي مظهر من مظاهر القوة ، المضحك في الأمر أن التتار هم الذين صنعوا العثمانيين أيضًا! ولعمري كم خدم المغول الإسلام من دون يشعروا ! ) وَمَكَرُوأمَ!إوَمَكَزنَامَرا وَهُتملَا لمجمَثعُرُويتَ !! أ النمل : 05 .،فقد هاجرت قبيلة تركية من بطس متوحشي الجيش التتري ، فشدّوا الرحال من "التركستان الغربية " في وسط اسيا، إلى "آسيا الصغرى " وهي بلاد تركيا الحالية ، هناك قام زعيم هذه القبيلة التركية واسمه )عثمان أرطغرل ( بمساعدة أحد ملوك السلاجقة بدافعٍ من النخوة والشهامة )السلاجقة الأبطال كانوا أيضًا أتراكًا(، فكافأه الملك بأن أقطعه احدى المقاطعات الصغيرة ، فظل عثمان الكبير يحارب الروم ويتوسع حتى اتسعت مقاطعته لتصبح شبه دولة ، قبل أن يأني السلطان )يزيد الصاعقة( ليضم أراضٍ واسعة للعثمانيين ، إلى أن جاء )الفاتح ( و)القانوني (، وبقية القصة تعرفونها من خلال تطرقنا لها في هذا الكتاب تباعًا. وقد ذكرنا كيف عمل "يهود الدونمة " بقيادة اليهودي )كمال أتاتورك ( على تدمير دولة الخلافة العثمانية ، ففي 7!ؤ-رجب -!34 أ هـالموافق أ -3-3!يع 1 م قام أتاتورك بإنهاء دولة الخلافة الإسلامية ، هذا التاريخ الأسود هو أول يوم في تاريخ الأرض ينقطع فيه خلفاء محمد رسول اللّه ط!ثّو، فقد كان اخر الخلفاء العثمانيين )عبد المجيد الثاني بن عبد العزيز( رحمه الثه اخر خلفاء الإسلام وهو الخليفة الثاني بعد المائة للمسلمين منذ الخليفة الأول )أبي بكر الصديق ( رضي اللّه عنه وأرضا 0 .وهنا بدأ المجرم أتاتورك بإنهاء كل ما هو إسلامي في تركيا، ففصل تركيا فصلًا كاملًا عن كل بلاد العالم الإسلامي ، ثم فام بوضع دستور الدولة التركية ، وفيه أكّد بوضوح وصراحة على أن دولة تركيا علمانية لا دين لها، وألقى الشريعة الإسلامية ، وصاغ القانون من القانون السويسري والإيطالي، وأتبع ذلك بعدة قوانين منعت كل مظهر إسلامي في البلد، كإلغاء الحروف العربية من اللغة التركية واستخدام اللاتينية بدلًا منها، بعد أن منع الأذان للصلاة باللغة العربية الاحظ أن كل من يحقد على الإسلام يبدأ بالعربية ويحقد بالضرورة على العرب !(، وقام أيضًا بإلغاء منصب شيخ الإسلام ، ومنع الحجاب من المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس ، وإغلاق عدد كبير من المساجد، وقتل اكثر من 015 عالمًا من علماء الإسلام ، وغير ذلك من القوانين والمواقف التي رسّخت العلمانية في تركيا. وبحكم أن مصطفى كمال أتاتورك كان قائدًا من قوّاد الجيس، فإنه أعطى للجيس التركي ضلاحيات هائلة ، ووضع في بنود الدستور ما يكفل للجيس التدخُّل السافر لحماية علمانية الدولة ! وأصبحت العلمانية والبُعد عن الإسلام هدفًا في حد ذاته ، بل إن أغلب أعضاء حزب "الاتحاد والترقي " - الذين صاروا قادة الجيس التركي - لهم جذور يهودية معروفة )يهود الدونمة ( أو انتماءات ماسونية يعرفها الجميع . فسيطر أتاتورك والته العسكرية الجبارة على الإعلام والتعليم ، ومن خلالهما غيّروا أفكار الشعب التركي تمامًا )أو هكذا اعتقدوا إ( وحوّلوه إلى العلمانية المطلقة ، ولعدة عشرات من السنين . وبعد قيام "إسرائيل" في 4891 م ، اعترفت تركيا العلمانية مباشرة بها، فكانت هي الدولة الإسلامية الأولى التي تصدر هذا الاعتراف ، قبل أن تلحق بها دولة الفرس المجوسية إيران )كالعادة إ( بالاعتراف لإسرائيل ، فأعلن بن جوريون قيام "حلف الدائرة لما ، وهو الحلف المحيط بالدول العربية ، وكان هذا الحلف مكوَّنًا من تركيا العلمانية في الشمال ، وأثيوبيا الصليبية في الجنوب ، وإيران المجوسية في الشرق )ملاحظة : كانت العلاقات بين إيران وإسرانيل في عهد الشاه بشكل علني ، قبل أن يختار الخميني تحويلها إلى علاقات خفية لكي يتسنى له المتجارة بالقضية الفلسطينية لشر دين الروافض بين أوساط الشباب المتحمسين ، فقد أسقطت القوات العراقية أيام حكم الشهيد صدام حسين رحمه اللّه طائرة إيرانية في شمال العراق ، ليكتشف العراقيون أنها محملة بأطنان من الأسلحة الإسرائيلية ، مهداة من حكام تل أبيب إلى الحْميني، زاد من صدقية هذا الخبر ما فضحه الإعلام الأمريكي من فضيحة " إيران كونترالما والتي عرفت ب "+ولك! لالم!،(. المهم أن أتاتورك مات عام 9391 م ، بعد أن حذف اسم مصطفى من اسمه الكامل ، وأوصى أن لا يُصلّى عليه ، وأن لا يدفن على الطريقة الإسلامي! فخلف أتاتورك أتباعًا مخلصين قاموا على نهجه ، حتى حدث شيءٌ عجيب غير المعادلة الأتاتوركية رأسًا على عقب! فكما ذكرنا في البداية أن اللّه يمعن في إذلال أعدائه ، فقد جعل اللّه قيام الإسلام في تركيا على يد رجلٍ من رفاق أتاتورك نفسه ! الغريب أن هذا الرجل ليس له علاقة من قريبٍ أو بعيدٍ بالإسلاميين ! ففي سنة 0591 م قام رجل من رفاق أتاتورك اسمه )عدنان مندرش!( بتأسيس حزبٍ سياسي ، أراد به أن يصل إلى الحكم بأي وسيلة ممكنة ، فأراد أن يمكر بالمسلمين في القرى التركية النائية باعطائهم بعض الحقوق الدينية مقابل أن يعطوه ضوته، الجميل في ذلك أن أول مطلب كان للأتراك المسلمين هو تحويل الأذان من اللغة التركية إلى اللغة العربية ! وفعلًا فاز مندرش! بالانتخابات التركية العامة ، فعمل على إعطاء أهل القرى )وهم أغلبية الشعب ( مزيدًا من الحقوق الدينية ليضمن فوزه المتكرر لا غير، فكان له ذلك، فقد استمر في الحكم طيلة 01 سنوات متصلة ، وكان بمامكانه أن يستمر 01 سنوات أخرى ، لولا أن الجيس التركي أدرك خطورة هذه اللعبة، فقاموا بالانقلاب عليه واعدامه سنة 6291 م ، ومنذ ذلك الحين أسس الجيس )وأغلب قادته من يهود الدونمة ( مجلسًا عسكريًا أسموه "مجلس الأمن القومي "، هذا المجلس هو الجهة السياسية الأقوى في تركيا إلى وقت كتابة هذه الحروف ، ليقوم هذا المجلس السياسي العسكري بحل أي حكومة لا تتناسب مع التوجهات العلمانية للدولة التركية. ولكن كما قال )ضبة بن أدٍ المضري(: "سبق السيف العذًل إ"، فقد تذوق الشعب التركي المسلم طعم الإسلام بعد سنواتٍ من اضطهاد أتاتورلـوملئِه ، فأي قوة في الأرض يمكنها أن تعيدهم مرة أخرى إلى العلمانية ؟ فقد خرح من رحم الشعب التركي المسلم شخصية إسلامية كان لها شرف السبق في إشعال مشكاة الإسلام من جديد في ظلام تركيا العلمانية ، هذه الشخصية هي شخصية العالم المخترع )نجم الدين أربكان ( جزاه اللّه كل خير، فمن حكم ترؤسه لقسم الاختراعات في إحدى شركات صناعة الدبابات الألمانية في مدينة "كولون " الألمانية ، كان أربكان متمرسًا على مواجهة الدبابات وحل المعضلات الحسابية المعقدة ! فأخذ يلاعب العلمانيين بنفس لعبتهم بعد أن فهم قواعد اللعبة السياسية ، فأنشأ حزبًا سياسيًا دخل من خلاله الانتخابات ليفوز من أول ظهور له بمقاعد عديدة في البرلمان التركي ، قبل أن يقرر الجيس التركي حل الحزب بتهمة - ستكرر كثيرًا بعد ذلك - "عدم موافقة الحزب للمبادئ الأناتوركية " واتجاهات أربكان " الرجعية " ! ولكن !ني ا البطل الإسلامي العظيم - كديدن عظماء أمة الإسلام - لم يستسلم البتة ، فقام بمان!ضاء حزبٍ ثانٍ ، وثالث ، وهكذا دواليك حتى استطاع أن يفوز بالبرلمان التركي سنة 5991 م ، ليكون أول حكومة "إسلامية " في تركيا منذ انهيار دولة الخلافة الراشدة ، ولكن الجيس ممثلًا ب "مجلس الأمن القومي دا قام بإسقاط حكومته سريعًا بعد أن رفض البطل أربكان تنفيذ 18 مطلبًا أهمها إغلاق المدارس الدينية وتدعيم التعليم العلماني . فأغلق الجيس حزب "الرفاه الإسلامي " الذي كان يرأسه ، ولكن هذا الصقر التركي وعلى الرغم من كبر سنه ، فإنه لم يستسلم ، فقد أسس حزبًا اخر لا أعرف بالضبط ترتيبه بين أحزاب أربكان ، هذا الحزب هو حزب "الفضيلة "، فانتصر أربكان مرة أخرى في انتخابات 99؟1 م، ولكن الجيس ضاق ذرعًا بهذا الكهل الذي لا يمل ولا يتعب ، فاودعوه في غياهب سجون الأناضول ! ولكن في نفس! الوقت كانت هنالـ مجموعة شابة من أفراد الحزب تضيق ذرعًا ليس بالجيس فحسب ، بل في النظام السياسي ككل، فخرح من عباءة أربكان ثلاثة شباب سيغيرون مجرى التاريخ بعد ذلك وهم : رئيس بلدية إسطانبول )رجب طيب أردوغان (، وأستاذ علم الاقتصاد في جامعة "سكاريا" على البحر الأسود الأستاذ الدكتور الأرمني الأصل )عبد اللّه غول(، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة "مرمرة " التركية البروفيسور )أحمد داود أوغلو(، فقام هؤلاء بتأسيس حزب "العدالة والتنمية " الإسلامي ، غير أن هؤلاء الشباب طوّروا من أساليب أستاذهم أربكان ، فأخذوا يسايرون الجيس وجنرالات الجيس التركي )المحكوم بيهود الدونمة والعلمانيين !(، ليأخذوا حقوقهم المشروعة شيئًا فشينا، وليسحبوا البساط بشكل تدريجي من تحت أقدام المؤسسة العسكرية ، وخلال كتابة هذا الكتاب استطاع الرئيس التركي عبداللّه غول من أن ينتزع قانونًا يمنع تدخل الجي!ش في أي انقلاب عسكري ، وخلال كتابة هذا العمل أيضًا قامت إسرائيل بأغبى عمل يمكن لدولة أ ن ترتكبه ، فقد قامت بالاعتداء على سفينة تركية مدنية متوجهة إلًى مدينة "غزة " الفلسطينية ، ليسقط عد؟ كبير من شباب الأتراك الأبطال شهداءً في سبيل اللّه كما نحسبهم ، فكان هذا العمل الجبان مقدمة لبزوغ نجم "العثمانيين الجدد" في الساحة ، بعد موقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان البطولي تجاه قضية فلسطين ، وما إن بزغ نجم العثمانيين الجدد وارتفعت شعبيتهم في أرجاء العالم العربي والإسلامرب ، حتى تحركت أقلام المنافقين العرب من العلمانيين وأتباع الفرس الصفويين )الذين محق اَل عثمان دولتهم ( لكي يهاجموا هولاء الأبطال ويعيدوا استخدام الكذبة القديمة "الاحتلال التركي !"، ولكن كما قلنا من قبل : سبق السيف العذل ! فتركيا ضاعدة سياسيًا بفضل نظرية أوغلو في "تصفير الصراعات " وصاعدة إقتصاديًا بسبب سياسة عبد اللّه غول في خلق اكبر مصانع في الشرق الأوسط المتمثلة في "نمور الأناضول لا، وصاعدة شعبئا بسبب بطولة أردوغان ، ولا أخفيكم سرا، فمن حكم قراءني لصفحات التاريخ المطوية ، إني لأرى نصر الأمة باديًا أمامي على أيدي أولئك الأبطال ! وبما أن "الحديث ذو شجون " )كما قالها أيضًا ضبة بن أدٍ المضري ( فإن الصحوة التركية لم تكن وليدة الصدفة ، فهذه الصحوة ما هي إلا جز! لا يتجزأ من صحوة إسلامية شاملة قادها مجموعة من شباب أمة الإسلام ليكوّنوا جيلًا كاملأ من العظماء، هذا الجيل صار يعُرَف في التاريخ ب. . . . . . . . يتبع . . 
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الاخوان بربوسا

الاخوان بربوسا
"عمالقة البحرية الإسلامية"
"قد كان بجوارنا الوزير الهممرم المجاهد في سبيل اللّه خير الدين وناصر الدين وسيف الإسلام على الكافرين ، علم بأحوالنا وما نجده من عظيم أهوالنا. . . . . . فاستقثنا به فاغاثنا، وكان سبب خلاص كثير من المسلمين من أيدي الكفرة المتمردين ، نقلهم إلى أرض السلام وتحت ، إيالة طاعة مولانا السلطان " )رسالة بعث بها أهالي " كرناطة " إلى السلطان سليمان القانوني 541 أم ( كلما تقدمت "!ثر فأكثر قي هذا الكتاب ، وقلبت في صفحات التاريخ المنسية ، زادت قشاعة كانت قد تجسدت لدي بأن تاريخنا الذي نجهله نحن يعرفه تمام المعرفة أعداء هذه الأمة ! هؤلاء القوم درسوا تاريخنا جيدا بيفحما وقعنا نحن في الانخ الذي نصبوه هم لنا، فنسينا تاريخنا وأبطالنا، حتى سقطنا في براثن الجهل والتخلف . وإن كنت تظن أ ن هذا الاستنتاج ما هو إلا خيال كاتب مهووسبى بنظرية المؤامرة ، فاسأل أي سخص شاهد فلفا من أفلام قراصنة البحار التي تنتجها "هوليود" عن اسم أسهر قرصان يظهر في الأفلام والقصص وحتى مسلسلات الأطفال ، حينها لن يستغرق ذلك الشخص زمنا طويلأ بالتفكير حتى يجيبك بأنه القرصان ذو اللحية الحمراء والعين الواحدة واليد المقطوعة والقدم الخشبية )بربروسا( ! والحقيقة التي لا يراد لنا أن نعرفها أن بربروسا هذا الذي يصورونه لنا بهذه الصورة المخيفة ما هو إلّا بطل إسلامي قل نظيره في ياريخ الإنسانية جمعاء، رجل كله عزة وكرامة ، ومنعة وسودد، مجاهد في سبيل اللّه ، لم يكن قرصانا متعطشا للدماء كما يصور"يئ ، بل كان بطلأ يعمل لإنقاذ دماء اَلاف المسلمين التي كان يسفكها أجدادهم المجرمون ! والقصة تبدأ بذلك اللقاء الذي جمع السلطان العثماني )سليم الأول ( رحمه اللّه بقائد بحري فذ اسمه )عروج(، وهو قائدٌ عثماني من أب ألباني وأم أوروبية أندلسية هربتبدينها من إرهاب محاكم التفتيش الصليبية في اقبية كنائس إسبانيا، ساء اللّه أن تنجو هدْه الأم البطلة مق معسكرات التعذيب الصليبية في الأندلس لتقص عليه وعلى إخوته قصص التعذيب البشعة التي تعرض لها أخوالهم في الأندلس ، وتروي لهم حكايات المقاومة الشعبية الإسلامية الباسلة لمسلمي الأندلس الذين رفضوا عبادة الصليب على عبادة اللّه ، فزرعت هذه الأم المجاهدة روح الجهاد في نفوس أبنائها منذ نعومة أظافرهم، وهنا يأتي دور الأم المسلمة صانعة الأبطال ! المهم أن الخليفة العثماني الشهم سليم الأول استدعى القائد عروج وأطلعه على رسائل الاستغاثة التي بعث بها مسلمو الأندلس من أقبية الكنائس المظلمة ، فأوكل إليه سليم الأول مهمة هي في عُرف الدنيا مهمة مستحيلة ، وأعطاه التوجيه الإستراتيجي لهذه المهمة:
المهمة المستحيلة

(1 ) الإبحار من أقصى سرق البحر المتوسط في تركيا إلى أقصى غرب المتوسط في الأندلس ومحاربة اساطيل الجيوش الصليبية مجتمعة )إسبانية وبرتغالية وإيطالية وسفن القديس يوحنا(.

 )2 )التمكن من اختراق كل تلك الحصون البحرية والتي تبني جدازا بحرئا حول الأندلس والتمكن من الرسو الاَمن في إحدى المدن الأندلسية المحتلة من قبل القشتاليين الصليبيين. 

)3 )تدمير الحامية البحرية الإسبانية لتلك المدينة وسل قوة العدو الدفاعية والتحول إلى اليابسة وخوض حرب سوارع ضد القوات البرية الإسبانية في أزقة تلك المدينة وسوارعها. 

)4 )تحرير المدينة الأندلسية من جديد ورفع راية الإسلام العثمانية على قلاعها ومباغتة الكنائس بصورة مفاجئة للحيلولة دون هروب القساوسة الكاثوليك الذين يعرفون أماكن غرف التعذيب السرية. 

)5 )البحث في جميع أقبية الكنائس المظلمة بشكل فوري قبل أن يتم تهريب المُعذبين المسلمين والتمكن من العنور على الغرف السرية التي يُعذّب فيها المسلمون .

)6 )بعد العثور على غرف التعذيب السرية يتم تحرير المسلمين مع مراعاة عدم نقلهم من الأقبية حتى غياب الشمس لتجنب إصابة الأسرى بالعمى نتيجة عدم رؤيتهم للشمس منذ سنين. 

)7 )يتم نقل الأسرى حملًا إلى السفن الإسلامية العثمانية ، مع مراعاة الحالة البدنية الفظيعة التي وصلوا إليها، مع تجنب تعرض جلودهم الهزيلة للتمزق أثناء الحمل.

 )8 )إخلاء المدينة على وجه السرعة ، مع مراعاة أن لا تستمر العملية منذ الرسو في الميناء وحتى الإقلاع أكثر من 6 ساعات لتجنب الاستباك مع قوات المدد للعدو الاَتية من المدن المجاورة 

. )!( الإبحار تحت جنح الظلام والتمكن من سل حركة العدو البحرية أثناء رحلة الرجوع ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العودة هذه المرة لن تكون نحو تركيا، وإنما ستكون نحو الجزائر من طريق آخر لإسعاف الأسرى بأسرع وقت من جهة ، ولخداع بحرية العدو من جهة أخرى . 
انتهت المهة! 
هل رأيت أو سمعت أو قرأت عن مهمة مستحيلة في تاريخ البشر أصعب من هذه المهة ؟! الغريب أن القائد عروج قام بتنفيذ هذه المهمة بنجاح منقطع النظير! والأعجب من ذلك أنه قام وإخوته بتكرارها مرَات ومرَّات ، فأنقذ أولئك الإخوة الألبان جزاهم اللّه كل خير عشرات الآلاف من أرواح المسلمين الأندلسيين . فذاع صيت القائد الإسلامي عروج في بحار الدنيا كلها، وتناقلت سوارع اوروبا الكاثوليكية قصصًا متناثرة عن بطولة بحار عثماني يبحر كالشبح المرعب فلا يستطيع أحد صده أبدًا، أما الأندلسيون المسلمون فقد أسمَوْه )بابا أروج ( أو )بابا أروتس( أي )الأب عروج ( في لغة الأندلسيين الأوروبيين ، وذلك من فرط احترامهم وتقديرهم لهذا البطل الذي خلّصهم من ويلات محاكم التمْتيش ، فحرف الإيطاليون )بابا أروتس ( إلى )بَربَروس ( وتعني بالإيطالية الرجل صاحب اللحية الحمراء، ولعل هذا هو سر امتلاك القرصان الذي يظهر فيأفلامهم لحيةً حمراء! المهم أن القائد عروش اصطحب معه في جهاده إخوته اسحق وإلياس وخسرف )خير الدين (. فاستشهد إلياس رحمه اللّه في جهاده وقام خير الدين بمحاربة الحكام العملاء مع الصليبيين الإسبان في بلاد الجزائر، بينما سقط عروج في أسر فرسان القديس يوحنا في جزيرة "رودس "، ولكن البطل عروج وبعملية خيالية استطاع أن يحرر نفسه ، ثم قام بالتسلل بحرًا إلى إيطاليا، وهناك استولى على سفينة من سفن الجيش الصليبي بعد أن قتل كل من فيها من الجنود الصليبيين ، ثم أبحر بها وحده من إيطاليا إلى مصر، فقابل السلطان المملوكي )الغوري ( رحمه اللّه ، فأهداه الغوري سفينة بعتادها ومجاهديها، لينطلق بها المجاهد الفذ عروش إلى الجزائر ليلقى أخاه خير الدين ، ليواصل الأخوان مسيرة الجهاد في سبيل اللّه بسفنهم القليلة المتواضعة ، وما هي إلا أسهر قليلة حتى أصبح اسم "الأخوان بربروسا" اسمًا يرعب سفن الصليبيين الغزاة في كل بحار الأرض ، قبل أن يتمكن أحد الخونة من الحكام الموالين لإسبانيا بفتح أبواب مدينة "تلمسان لما للصليبيين ، ليطلب الإسبان من القائدِ عروج ومن معه من المجاهدين الاستسلام أو الهرب ، فأبى القائد البطل عروج وجنوده الأتراك الهروب أو الاستسلام ، وفضلوا أن يلقوا اللّه شهداءً في سبيله ، فقاتل عروج بكل ما تحمله البسالة من معنى بيد واحدة بعد أن كان قد فقد يده الأولى من قبل وهو يجاهد في سبيل اللّه لإنقاذ نساء المسلمين وأطفالهم ، فلمِّا علم الإسبان أن القائد عروج هو الذي يقاتل بنفسه، بعثوا بالإمدادات العسكرية من مدريد لتحاصر هذا البطل من كل اتجاه وهو يقاتل بيد واحدة وهو ينظر إليهم وقلبه هناك في الجنة حيث ينتظره الشهداء الذين سبقوه ، فأحاط به الصليبيون بسيوفهم ! كل موضع قبل أن ينهالوا على جسمه بسيوفهم الغادرة تقطيعًا وتمزيفا، ليرفع القائد عروج نظره إلى السماء متذكرا ابتسامات الأطفال الأندلسيين الذين كانوا يبادلونه إياها عندما كان ينقذهم ويعيدهم إلى أحضان أمهاتهم . وبينما الصليبيون يغرسون سيوفهم في قلبه رفع القائد عروج إصبعه عاليًا وحرك سفتيه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا اللّه . . . . وأش!د أن محم!ا رسول اللّه وسقط القائد المجاهد عروج الشيء الذي يدعو للاسمئزاز من عباد الصليب هو أن الصليبيين لم يكتفوا بقتله وتمؤيقه إربًا إربًا، بل قام أولنك القراصنة بقطع رأسه ليأخذوها معهم ليطوفوا بها في مدن أوروبا الكاثوليكية التي دُقت بها أجراس الكنائس احتفالًا كلما مر رأس القائد الكابوس الذي كان يذيقهم ألوان الذل والهوان )بربروسا(. ولكن ليس المهم في أمة الإسلام من يحمل الراية ، بل المهم أن تبقى الراية مرفوعة دائمًا! ففي، كل وقت يسقط فيه بطل من أبطال أمة الإسلام ، يولد في هذه الأمة الولود بطل جديد! فبعد سقوط القائد عروج برزت على السطح بطولات قائدٍ عظيم في أمة الإسلام ، إنه القائد البطل )خير الدين بربروسا( سقيق القائد عروج والذي صمم على الثأر لدم أخيه المجاهد رحمه اللّه، فجهز سفنه واتجه بها مباشرةً إلى تونس ليدمر السفن الإسبانية هناك ، فحرر تونس من الصليبيين وأذنابهم ، ثم توجه بجنوده العثمانيين الأتراك فحرر الجزائر، ولم يكتفِ بذلك بل قام باحتلال "جزر البليار" الإسبانية بعد أن دمر الأسطول الإسباني هناك . ولمّا سمع البابا )بولس الثالث ( في روما بانتصارات هذا القائد المسلم أعلن من "الفاتيكان " حالة النفير العام في جميع أرجاء أوروبا الكاثوليكية ، فتكوّن تحالف صليبي ضخم من 006 سفينة تحمل نحو ستين ألف جندي ، تحت قيادة قائد بحري أسطوري هو أعظم قائد بحري عرفته أوروبا في القرون الوسطى وهو )أندريا دوريا( وذلك لإنهاء الإسلام كلية في البحر المتوسط ، بينما تألفت القوات العثمانية الإسلامية من 22 أ سفينة تحمل اثنين وعشرين ألف جندي فقط . 4 من جمادى الأولى 459 هـ28 من سبتمبر 1538 م التقى الأسطولان في معركة "بروزة " ، وبالرغم من تفوق الصليبيين بالعدة والعتاد، إلا أن القائد خير الدين بربروسا قائد بحرية المسلمين انتصر انتصارًا كبيرًا، ودمر خير الدين بربروسا الأسطول الأوروبي المتحالف تدميرًا كليًّا، فهرب أسطورتهم المزيفة " أندريا دوريا" من ميدان المعركة التي لم تستمر أكثر من خمس ساعات ، وما ذكرت كتب التاريخ شيئًا عنه بعد تلك الهزيمة المخزية

السلطان محمد الفاتح


صاحب بشارة رسول اللّه 

"لتفتحن القسطنطينية . . . . فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"


(رسول الله )
كاد السلطان )محمد الفاتح ( أن يغمى عليه من هول الصدمة ، فلقد أخذه أستاذه الشامي )سمس الدين آق( بعد صلاة الفجر إلى مكانٍ مجهولٍ خلف أسوار القسطنطينية ، هناك طلب منه أستاذه أن يحفر بين الصخور المتراكمة وأن يزيل بمعوله النباتات التي تشابكت أغصانها حول تلك التلة خلف تلك الأسوار العالية ، في نفس الوقت أخذ الشيخ شمس الدين يتلفت يمينُا وسمالُا ليتثبت من هذا الموقع الذي راة في منامه في تلك الليلة ، عندها اصطدم معول الفاتح بلوحةٍ حجرية مكتوبة باللغة اللاتينية التي كانت إحدى اللغات السبع التي يجيدها السلطان الشاب محمد، فما إن فرغ الفاتح من قراءة تلك اللوحة حتى انهمرت دموعه بغزارة وكاد أن يسقط على الأرض وهو ينادي بأعلى صوته : أيها الأستاذ. . . . . لقد وجدته ! لقد وجدت قبر الرجل الأسطورة ، لقد وجدت قبر صاحب رسول الله ! لقد وجدت قبر أبى أيوب الأنصاري ! لقد كان ذلك بالفعل هو قبر صاحب رسول اللّه وو!ص أبى أيوب الأنصاري ، فلقد لاحظ الروم أن يزيد بن معاولة رحمه الله قام بدفن أبى أيوب على أسوار القسطنطينية بناءً على وصيته ، فعندها سأل الروم المسلمين عن أمر ذلك الرجل ، ليخبرهم المسلمون بأنه رجل من خيرة أصحاب نبيهم ، وأنهم سيدمرون أخضر الروم إذا ما فكروا يومًا ما في نبنث! القبر بعد رحيل المسلمين عنهِ ، فلما رحل يزيد بالحسين ومن معه من الصحابة والتابعين ، ذهب الروم إلى ذلك القبر وأخذوا يتبركون به ظنًا منهم أن صاحب القبر بإمكانه منحهم البركة لأنه من الأولياء الصالحين ، ولم يعلم أولئك المشركون أن من في القبر لا يسمعهم ، ولو سمعهم ما استجاب لدعائهم ! فظل الروم الجهلاء يتبركون بالقبربعد أن بنوه بالرخام وكتبوا عليه قصة صاحبه باللاتينية ، إلى أن اختفى القبر بعد مئات السنين نتيجة لعوامل الطقس والبينة ، حتى جاء العثمانيون الأبطال وفتحوا القسطنطينية، فجاءت تلك الليلة التى رأى بها العالم الدمشقى سمس الدين آق كبير كبير علماء المسلمين مكانَ القبر في منامه ، ليبنى المسلمون جامعًا بجانبه اسمه جامم أبى أيوب الأنصاري )موجود إلى الاَن في إسطانبول ( وليكون ذلك الجامم هو المكان الذي يتولى فيه سلاطين بني عثمان الخلافة عند بداية عهد كل خليفة عثماني مسلم! والاَن . . ء . . . لنرجع إلى قصة هذا السلطان العثماتي البطل : محمد الفاتح ، أو محمد الثاني كما تحب كتب المناهج العربية أن تطلق عليه ، وكأن من وضعوا هذه المناهج الدراسية لا يريدون لنا أن نسمع كلمةً بها رائحة النصر أو الفتوحات من قريب أو بعيد، وكأنه كُتب علينا أن نظل أسرى لقصص الهزائم والنكبات والنكسات ، وواللّه إننى ما عدت الاَن ألوم أولئك الشباب اليائس المحطم الذين أقابلهم بين الحين والاَخر لأسمع منهم كلمات الهزيمة الداخلية ولأرى في أعينهم علامات الانكسار النفسي والهوان ، فبعد أن تعمقت في ناريخ الأمة ، وأدركت عِظم قدر التزييف الذي يتعرض له ناريخنا بأسره ، أيقنت أن هؤلاء الشباب ما هم إلا ضحية من ضحايا الغزو التاريخي الرهيب الذي وضع لهم مناهجهم التي تعلموها في مدارسهم ، ولا سك أن تلك الهزيمة النفسية التي زرعت في شبابنا زرعًا هي التي تدفعهم لكي يلقوا بأنفسهم إلى بحار الظلمات ، ليصبحوا وجنة سهية لأسماك البحار المفترسة ، وما هذا العمل الذي أقوم به في هذا الكتاب ، إلاّ محاولة لزرع روح الأمل في سباب الأمة من جديد، من خلال تسليط الأضواء على المواقف المشرقة أصلأ في تاريخ هذه الأمة. وبطلنا الاَدْ هو شال! أيضًا لم يكن قد تجاوز الثالثة والعشرين من عمره عندما فتح القسطنطينية ، إننا نتحدث عن رجل لم يفتح مدينة عادية من مدن العالم ، إننا نتحدث عن رجلٍ فتح القسطنطينية ! تلك المدينة التي كتب عنها )نابليون بونابرت ( في مذكراته من منفاه في جزيرة "سانت هيلينا" "أنها عاصمة العالم بأسره إذا ما كان العالم دولةً واحدة "، بل إن هذه المدينة حظيت باهتمايم شخصي من رسول اللّه !و على عظمته وقدره ، ليس من أجل جمال طبيعتها الخلابة وموقعها الاستراتيجي الخطير بين أوروبا      وآسيا، بل لإنالقسطنطينية كانت هي عاصمة الكفر في العالم انذاك ، ولتقريب الصورة أكثر فإن القسطنطينية كانت بمثابة "الفاتيكان " قبل فتح المسلمين لها، بل إن اسم القسطنطينية مشتق من اسم الإمبراطور الروماني )قسطنطين ( واضع أسس الديانة المسيحية الحديثة التي تعتقد بألوهية المسيح لج! )وقد تحدثنا عن ذلك مفصّلا في معرض حديثنا عن آريوس(، أصْف إلى ذلك أن رسول اللّه ع!ج! قد مدح فاتح القسطنطينية بنفسه عندما قال : "لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيس ذلك الجيش "، لذلك أراد كل قائدٍ عظيم من عظماء المسلمين أن ينال هو سرف فتحها ليكون صاحب بشارة رسول اللّه ع!يّ!، فحاصرها المسلمون إحدى عشرة مرة ، فكان أول بطل منهم هو القائد الأموي يزيد بن معاوية رحمه اللّه ، ثم حاول القائد الأموي البطل مسًلمة ابن عبد الملك بن مروان رحمه الثه الكرة مرتين على القسطنطينية ، الأولى في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ، والثانية في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز )انظر إلى همة الأمويين إ(. وعلى الرغم من أن فتح القسطنطينية وحده يوهل السلطان محمد الفاتح لكي ينضم إلى قافلة العظماء المائة في تاريخ الإسلام ، إلاّ أن الفاتح لم يكتفِ بذلك، فعظمة السلطان محمد الفاتح لا تكمن فقط في كونه هو الرجل الذ! فتح القسطنطينية فحسب ، بل تكمن بما فعله بعد فتحه لتلك المدينة العظيمة: فقد قام الفاتح رحمه اللّه بتحويل اسم "القسطنطينية " إلى "إسلامبول " أي "مدينة الإسلام "، ثم حُرِّف! بعد ذلك إلى "إسطانبول "، وأمر هذا الخليفة المسلم بالعفو عن جميع النصارى في القسطنطينية ، وأمَّنهم على أرواحكم وممتلكاتهم ، وأمر بترك نصف عدد الكنائس للنصارى وتحويل النصف الآخر إلى مساجد يذكر فيها اسم اللّه ، على الرعْم من أن قانون الحرب في ذلك الزمان يتيح للفاتح أن يفعل ما يراه في البلد المفتوح ، وقارلىْ ذلك يما فعله الصليبيون الكاثوليك من مجازر في حق إخوانهم من الأرثذوكس في القسطنطيمْية إبان زمن الحروب الصليبية ، وقارن ذلك بما فعله الإسبان من مجازر في حق المسلمين ومن تحويل كل مساجد الأندلس إلى كنائس وحرق كل مكاتبها )سيأتي ذكر ذلك تباعًا في هذا الكتاب إن ساء اللّه (، ثم دعا     الفاتح السكان الهاربين - من أرثوذكس وكاثوليك ويهود - إلى العودة إلى بيوتهم بالمدينة وأمنّهم على حياتهم، كذلك أطلق السلطان محمد الفاتح سراح السجناء من جنود وسياسيين ، ليسكنوا المدينة ويرفعوا من عدد سكانها، وأرسل إلى حكّام المقاطعات في الروملي والأناضول يطلب منهم أن يرسلوا أربعة اَلاف أسرة لتستقر في العاصمة ، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو !ود، وذلك حتى يجعل من جتمعها مجتمعًا متعدد الثقافات . وأمر ببناء المعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة ، ولم يكتفِ هذا الأمير الإسلامي العظيم بفتح القسطنطينية التي تكفل له الخلود في صفحات التاريخ الإنساني ، بل قام أيضًا بفتح بلاد الأفلاق )رومانيا( وبلاد البوسناق )البوسنة والهرسك ( وبلاد البغدان )مولدافيا( وبلاد القرم )أوكرانيا( وبلاد القرمان )جنوب تركيا( وفتح الفاتح بلاد الفلاخ الرومانية بعد أن هزم ملكها السفاح )دراكولا(، )ودراكولا هذا هو نفسه دراكولا مصاص الصماء الشهير، وما لا يعلمه سبابنا من محبي أفلام الرعب أن البطل المسلم محمد الفاتح هو من قتل دراكولا الذي كان يعيث فسادًا في الأرض ( وفتح الفاتح )بلغاريا( و)ألبانيا( و)المجر( و)ألبانيا( و)مقدونيا( و)الجبل الأسود- مونتينيغرو( و)كرواتيا( و)صربيا( و)سلوفينيا( و)سلوفاكيا( وفتح الفاتح بلاد الإغريق )اليونان ( وحافظ على تراثها القديم )على عكس ما سيفعله اللاتين الصليبيين بالتراث الإغريقي بعد ذلك بمائتي عام (، وفتح الفاتح )المجر( وأجزاء من )روسيا( وحاصر )رودس ( وفتح الفاتح جنوب )إيطاليا( لكي ينال سرف فتح القسطنطيعية وروما في اَن واحد، وفعلا تقدم نحو روما، إلا أن اللّه سبحانه وتعالى أراده إلى جواره بعمر 3 5 سنة فقط قضاها في نشر دين اللّه في أصقاع أوروبا، ولكي تنتهي بذلك قصة عظيم إسلامي عظيم احتفل بابا روما سخصيًا ثلاثة أيام بموته وقال عنه المورخ الفرنسي الشهير )جي ييه (: "يسبغي على جميع النصارى في العالم أن يدمحو الرب ألا يظهر مرة أخرى رجلٌ في ص!و! المسلمين مثل السلطان محمد الثاني ". والذي لا يعرفه الكثيرون عن سيرة هذا الأمير الإسلامي العظيم ، أنه لم يكن بطلًا عسكريًا فحسب ، بل كان ساعرًا من أعظم سعراء المسلمين على مر التاريخ ، له ديوان في غاية الروعة لا يتسع المجال هنا لذكر ما يحتويه من رقائق وروائع ، وكان هذا العملاق التركي حافظًا لكتاب اللّه ، عاملًا بسنة وسوله، معظمًا لمحعلماء، وكان يتقن العربية والعثمانية والفارسية والسلافية واللاتينية 224 00 ،هل      والاغريقية واللاتينية ، وكان أعوانه يشاهدونه يبكي في ظلمات الليل وهو يصلي له ويتضرع له . فصدق الصادق المصدوق محمد ك!ي!، فنعم الأمير أنت أيها السلطان محمد، فرحمك اللّه أيها الفاتح . . . . . . يا صاحب بشارة رسول اللّه! ولكن الشيء الاَخر الذي لا يعلمه الكثير من المسلمين ، أن هذا البطل المتنوع المواهب ما كان في صغره إلا صبيًا متسكعًا مهملًا يتوقع له الجميع الفشل في الحياة ! فمن الذي صنع منه هذا البطل الأسطوري وحوله إلى عظيمٍ من عظماء أمة الإسلام ليصبح صاحب بشارة رسول اللّه ك!ي!؟ يتبع . .. . .  

صلاح الدين

الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين 


" واللّه إني لأستحي من اللّه أن أضحك والمسجد الأقصى ما زال محتلأ"

الناصر صلاح الدين

 لن أسلك مسلك أغلب الكتّاب في الحديث عن القائد المجاهد الناصر صلاح الدين الأيوبي ، فأغلب الذين يتحدثون عن صلاح الدين الأيوبي يبدأون كلامهم بنصر حطين ، أمّا أنا فلن أكتب شيئًا على الإطلاق عن معركة حطين الخالدة ، لسببين اثنين، الأول هو أن الصغير قبل الكبير بات يعرف حكاية هذه المعركة الخالدة التي حرّر بها صلاح الدين الأيوبي القدس من قبضة الصليبيين ، أم السبب الثاني فهو أنني في هذا الكتاب لا أحاول أن أركز على ماهية النصر بقدر ما أحاول التركيز على كيفية النصر! فالخطأ الكبير الذي وقع فيه بعض شبابنا في هذه الأيام أنهم يعتقدون أن النصر يأني في يومٍ وليلة بمجرد حمل أحدهم للسلاح ، والحقيقة التي يغفلها أولئك الشباب المساكين أ ن القتال العسكري ليس إلا المرحلة الأخيرة من مراحل ضناعة النصر، بل إن النصر يأني أحيانًا من دون الحاجة لحمل السلاح أصلًا ! فالنصر لا يعتبر اكثر من خطوة صغيرة في طريق طويل اسمه طريق صناعة النصر. والمتأمل في قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يجد شيئًا عجيبا للغاية ، يجد أن اللّه سبحانه وتعالى على قدر عظمته وقدرته عندما أراد أن يهلك فرعون ، لم يرسل ملك الموت إليه ليقبض روحه بلمح البصر، بل بدأ اللّه سبحانه وتعالى عملية ضناعة النصر بوحيٍ أوحاه إلى أم موسى ، ثم بتربية موسى في بيت فرعون ، ثم بهجرته إلى مدين ، فرجوعه إلى مصر، ثم مناظرته لفرعون بالكلام الا بالسلاح إ(، ثم بدعوته الشاقة والطويلة لبني إسرائيل ، ثم بخروجه بهم من مصر، ليلحقه فرعون بجيشه ، ليموت فرعون غرقًا في الماء، ولينتصر موسى على فرعون من دون أن أي قتال على الإطلاق ، والسؤال هنا: لماذا لم يُغرق اللّهُ فرعونَ من بداية القصة ؟ الجواب : لكي نتعلم أنا وأنت أن طريق النصر طريق طويل ، أما النصر بحد ذاته فلا يحتاح إلا إلى ثوانٍ معدودة ، بل لا يحتاح أضلًا إلى جهدٍ يذكر كما رأينا في قصة موسى ! ولعل استعجال النصر من كثير من الحركات الإسلامية المعاصرة التي حملت السلاح ، هو سبب تفككها السريع وفشلها في تحقيق أي إنجازٍ يُذكر، لا من الناحية السياسية ، ولا من الناحية الدعوية ، اللهم إلا أنها ألقت بأبنائها في السجون ، وشوَّهت ضورة الإسلام في أعين المسلمين وغير المسلمين ، من قصد أو من غير قصد! وقبل أن نخوض في كيفية صناعة النصر على يد ضلاح الدين الأيوبي ، ينبغي علينا أن نأخذ لمحة بسيطة عن تاريخ الحروب الصليبية ، والحقيقة أنني أحب أن أؤرخ بداية الحروب الصليبية قبل بدايتها بشكل عملي بدعوة البابا )أوربان( لقتال المسلمين من مدينة "كليرمونت " الفرنسية في اد ئم 2 من في نوفمبر سنة 5 فى 01 م )488 هـ(، بل إنني أرجع البداية الحقيقية للحروب الصليبية إلى ما قبل ذلك بكثير، بل إلى ما قبل ولادة محمد بن عبد اللّه ط!، وبالتحديد إلى يوم الـ 02 من مايو سنة 325 م وهو اليوم الذي عُقد فيه موتمر "نيقية " الذي أعلن فيه الصليبيون الحرب على المسلمين بقيادة )اَريوس (! أما إذا أردنا التأريخ للحروب الصليبية بمفهومها الدارح، ففعلأ بدأت تلك الحروب من تلك المدينة الفرنسية بالتحديد )وربما يفسر هذا سبب عداء فرنسا بالذات لكل ما هو إسلامي إلى هذا اليوم !( والملاحظ لهذا التاريخ الذي عُقد فيه موتمر "كليرمونت " أنه تاريخ سبقه مرور ألف سنة كاملة على ميلاد السيد المسيح علض ، ولمن لا يعرف الكثير عن تاريخ المسيحية عليه أن يعلم أن البابوات في روما كانوا يأخذون الأموال من فقراء النصارى بعد أن أقنعوهم بأن يوم القيامة سيكون في سنة 0001 م ، فعندما جاءت هذه السنة لاحظ أولئك الفقراء - الذين باعوا بيوتهم وأملاكهم للكنيسة لكي يشتروا بها صكوك الغفران - أن الأرض لم تتزلزل بهم البتة ! وأن السماء لم تنشق عليهم ! ! فاكتشفوا أن رجال دينهم ما هم إلا لصوص سرقوا أموالهم بالباطل ، فأوهمهم الباباوات أن الأمر يتطلب بعض الوقت حتى يستعد فيها الرب لهذه المهمة الشاقة، ولكن شيئا لم يحدث ! وسنة بعد سنة كان بابا روما يخترع فيها كذبة جديدة ، وسنة بعد سنة كان النصارى يتململون من كذب رجال دينهم ، حتى جاء الباب )أوربان ( بالحل
وهو أن يوجه أولئك الثوار إلى بلاد المسلمين قبل أن يثوروا على الكنيسة ! وفعلًا حدث هذا، فتوجهوا أولًا إلى )القسطنطينية ( ليقتلوا إخوانهم من الأرثوذكس في أبشع مذابح شهدها الأرثوذكس في ناريخهم ، ولازالت هذه المذابح هي سبب القطيعة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية إلى يوم الناس هذا )قارن ما فعله الكاثوليك بإخوتهم بالدين من قتل واغتصاب بما فعله فعله محمد الفاتح بالأرثوذكس عند دخوله القسطنطينية من عفوٍ وتسامح !! !(، وسنة بعد سنة استطاع الصليبيون أن يستولوا على جل بلاد الشام ، ساعدهم على ذلك تفكك العالم الإسلامي ، قبل أن يصلوا أخيرا إلى القدس في سنة 2 و 4 هـ، وفي هذه المدينة المقدسة قتل الصليبيون الأطفال واغتصبوا النساء ومثلوا بالشيوخ ، وهدموا المساجد، وأحرقوا البيوت ، وذبحوا الاَلاف من شباب المسلمين الأبرياء، فاحتمى المسلمون بالمسجد الأقصى ظنًا منهم أن الصليبيين لن يقتحموا الأماكن المقدسة ، وهذه هي مشكلة المسلمين المزمنة : يظنون أن كل الناس لديهم نفس الأخلاق التي تعلموها من رسول اللّه ط!ئحؤ ! فقد اقتحم الصليبيون المسجد الأقصى بخيولهم ، فقتلوا في ليلة واحدة : 000 07 مسلمٍ ما بين سيدة وقاصر وحتى طفلة ! ووصل مستوى الدم في الحرم القدسي الشريف إلى ركب الخيول ، فسبحت خيول الصليبيين الأنجاس بدماء أطفال المسلمين الطاهرة ! ! ! وفي سنة 532 هـوُلد طفل كردي -في مدينة "تكريت " اسمه يوسف بن أيوب ، وهو نفسه الذي سيحمل لقب صلاح الدين عندما يكبر! فنشأ ذلك الطفل تنشأةً إسلامية خالصة ، ولما وصل إلى سن البلوغ ، أرسله والده إلى مدرسة المدينة ، فتعلم القراءة والكتابة باللغة العربية ، وحفظ القراَن الكريم ، حتى أصبح صلاح الدين معروفًا بين زملائه بالذكاء الشديد، وهدوء الطبع ، وحبه الشديد للمطالعة ودراسة الكتنب،. الشيء اللافت للنظر الذي لاحظته من خلال مطالعتي لسيرة صلاح الدين الأيوبي، أنني وجدت أن والد صلاح الدين الأيوبي كان يقص عليه قصص الأبطال والمجاهدين في أمة الإسلام ! ولعل هذا ما يؤكد صدق ما كنا قد ذكرناه سابقًا بالنسبة لأهمية التاريخ في صناعة الأبطال ، فلا بد لنا أن نربي أطفالنا منذ الصغر على قصص العظماء في هذه الأمة، !ي يخرح لنا ألف صلاح الدين ، ليعيدوا لنا مجد هذه الأمة.
المهم أن أمير الشام لاحظ مدى شجاعة هذا الفتى ، فقام بتعيينه قائدًا في جنده ، فأثبت صلاح الدين الأيوبي أنه أهل لهذه الثقة ، وتوالت انتصارات المسلمين على الصليبيين ، غير أن المسلمين ما كانوا ينتصرون على جيوش الصليبيين حتى يعود الصليبيون من جديد أكثر تسليحًا من سابق عهدهم ! فلمّا فتس المسلمون على مصدر هذه الإمدادات الهائلة التي تأني للصليبيين ، وجدوا أنها تأتيهم من قومٍ ينتسبون إلى الإسلام ، ولكنهم يحملون في قلوبهم مرضًا لا يستطيعون التخلص منه أبدًا، مرض الخيانة ! وكأن الخيانة أضبحت عادة عند الشيعة لا يستطيعون تغييرها أبدًا، وصدق اللّه العظيم إذ قال " أتواصوا به " أي هل أوصى كل واحدٍ منهم الاَخر على نفس العمل لدرجة أصبح فيها ذلك شيئًا متكررًا في التاريخ ؟ ! وقد كنت أظن فيما مضى أن مشكلة الشيعة هي فقط مع عائلة بني أمية ، إلا أنني تفاجأت في هذه السنة بالتحديد أن الشيعة يطلقون على صلاح الدين الأيوبي اسم خراب الدين الأيوبي ! ! وواللّه إني عاشرت العرب والعجم ، الأوروبيين منهم والأمريكان ، وقابلت أقوامًا من جنسياتٍ أذكر بعضها وأنسى معظمها، فما وجدت منهم إلا الاحترام الشديد لسيرة هذا البطل الإسلامي الذي شهد العدو له قبل الصديق ببسالته وسموّ أخلاقه .. ........ .. إلا الشيعة ! وكأن لا همّ لهم في الدنيا إلا الطعن في رموز هذه الأمة إ ! ! أما نصر حطين فلم يبدأ من يوم المعركة بالتحديد، بل بدأ من اليوم الذي قرر فيه ضلاح الدين الأيوبي التخلص من خيانات الشيعة المتمثلة بالدولة العبيدية )الفاطمية (، وهذا درم! يجب علينا أن نتعلمه من ضلاح الدين إذا ما أردنا أن ننتصر كما انتصر هو على الصليبيين ، ففيئ عصر ضلاح الدين كان الصليبيون يحتلون القدس ، وعلى الرغم من ذلك لم يحارب ضلاح الدين الصليبيين أولًا، بل حارب الدولة الشيعية أو،، وهذا شيء تكرر مع كل قادة المسلمين الذين صادف عصرهم ظهور عدوين أحدهما الشيعة، فواللّه ما رأيت أحدهم يبدأ إلا بخونة الشيعة ، وبعد ذلك ينتصر بكل سهولة على العدو الاَخر، وما قصة السلطان العثماني سليم الأول رحمه اللّه ببعيدة عنا، عندما ترك الصليبيين البرتغاليين ، ليقاتل الخونة الصفويين في إيران ، فما أن دمّر سليم الأول دولة إسماعيل اكمحنفوي ، حتى هر! الصليبيون من دون قتال ، وصدق اللّه العظيم إذ يقول في كتابه الكريم يصف المنافقين "هم العدو فاحذرهم " ! والدولة الفاطمية الشيعية التي تشيد بها معظم مناهج التاريخ العربية للأسف ، هي نفسها الدولة التي قتلت ثلث الشعب المصري بأكمله ، وقصة هذه الدولة الخبيثة التي عاونت الصليبيين في الأندلس والقدس ، تبدأ مع رجلٍ يهودي اسمه )عبيد اللّه بن مأمون القداح ( هذا الرجل هرب إلى المغرب ليدَّعي كذبًا أنه من نسل فاطمة بنت محمد !ر، قبل أن يحتل أحد خلفائه وهو )المعز لدين اللّه الفاطمي ( مصر، ليقتل جميع علماء السنة فيها، وينشر الموالد والبدع في أرضها، ويعلن صراحة سب الصحابة في المساجد، بل وفي بعض الأحيان سب الرسول الكريم ! حتى جاء ملوكٌ من بعده ليعاونوا الصليبيون في القدس ، بعد أن عاونوهم من قبل في الأندلس ، حتى جاء قرار صلاح الدين الأيوبي بإزالة هذه الدولة الخبيثة من على وجه الأرض ، وبعد أن تم له ذلك . . . . أصبح نصر حطين مسألة وقت لا أكثر! ولكن ... . من هو ذلك القائد التركي الذي أهدى للأمة الإسلامية صلاح الدين الكردي ؟ ولماذا يعتبره كثيرٌ من المؤرخين سادسَ الخلفاء الراشدين؟ يتبع . . . .
عربي باي